“علي” و “علي” والخلاف على “الهكبة” و “الكعكة” و “النكعة”
يمنات
فكري قاسم
أتابع بمحبة وإعجاب واهتمام كبير برنامج “المسامح كريم” للإعلامي القدير، الأستاذ جورج قرداحي، وأشوفه وهو يصلح ذات البين بين الناس، ويعيد بطريقته اللبقة كثيراً من المياه إلى مجاريها، وتنزل الدمعة من عيوني لحظتها، وأقول ليت والله وجورج قرداحي يعمل بالشعب اليمني كله معروف؛ يستضيف الجنرال علي محسن والرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في إحدى حلقاته.
و أما ليش يجمعهم ليصلح ذات البين بينهما، فذلك باعتبارهما اثنين كانوا أصحاب، وكنا نسمع من قبل وهم في السلطة إنهم أخوة وأشقاء ومن قرية واحدة، لكن الشيطان وشهوة السيطرة وأطماع السلطة وغرور القوة وأصحاب السوء والقلافد السيئة كلها قادتهما لأن يختلفوا على الهكبة وعلى الكعكة وعلى النكعة.
و من 2011 لليوم والبلد بسبب خلافاتهم تلك كل يوم وهو ينكع إلى هاوية أكبر وأعمق، واليمنيين مع ذلك الخلاف تحولوا إلى شعب يعيش في حفرة كل يوم تتوسع وتكبر. جورج قرداحي يعرف تماماً أن خيوط اللعبة أساساً هي في يد الشقيقين السابقين، الغريمين الجدد، وعشان كذا، ولمصلحة البلد، بيقول لهم في برنامج “المسامح كريم”: ما بلا اعقلوا ويكفي جنان يا خبره.
أكيد كل واحد منهم بيكارح شوية، ويرمي بالغلط كله فوق الثاني، لكن جورج قرداحي بلباقته المعهودة بيقولهم: خلاص يا عليين، يكفي ما قد حصل لليوم، وكل واحد منكم قد عمل ما عمل، وقد كل واحد منكم قد حاول يصفي ويقتل الثاني تحت مبررات لبست رداء الوطن والوطنية، الوطن هذا اللي رعاكم وأنتم أطفال معدمين والا تنكروا..؟
– لا ما ننكرش
و ساعدكم وانتم شبان تائهين وضائعين، وكبركم وكنتم مجرد عسكر عاديين، حتى أصبحتم مع الوقت، وبفضل السلطة اللي تقاسمتوها، أكبر اثنين داخل البلد، والا تنكروا..؟
– لا ما ننكرش
و محد نافسكم بالثراء والسلطة والنفوذ، وكانت البلد كلها من شرقها إلى غربها تحت أيديكم وأيدي أهلكم وأصحابكم وحاشيتكم ومقربيكم والا تنكروا..؟
– لا أبداً ما ننكر
طيب وليش هذا العداء كله الآن..؟ واليوم كل واحد منكم ضاغط على الزناد والرصاصات تطيش هنا وهناك، ويتخرب بلد وناس تموت في حرب مدمرة جلبتم إليها كل الرذائل والأحقاد، وأصبح اليمنيين بسببكم وبسبب خلافاتكم على السلطة شعب حانب حنبة جن. وبيسألهم: يرضيكم هذا يا علي ويا علي..؟ شعبكم يتبهذل كل هذه البهذلة..؟ وإلى متى طيب..؟ محد منكم قدر يتخلص من الثاني!
طبعاً بيكونوا الاثنين جالسين على كراسي البرنامج داخل الاستوديو، وكل واحد منهم يشوف الثاني من خلال النافذة الفاصلة بينهم وهم محرجين، وبيكون الرئيس السابق علي عبد الله صالح يشوف لعلي محسن ويتذكر تفجير جامع دار الرئاسة، وعلي محسن بيكون يشوف علي عبد الله صالح ويتذكر سنة 2006 أو 2007 لما كانوا بيغتالوه في مسجد الهادي بصعدة.
مواقف كثيرة ستدور في رأس الشقيقين، والجمهور ينتظر بشغف إلى اللحظة التي سيقول كل منهما للآخر: المسامح كريم، وياذا على موه..؟ الدنيا حق الله يا خبرة، وابن آدم يموت وما يشل معه من الدنيا شي غير عمله.
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا